Powered By Blogger

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

لماذا تنازلتُ عن سِمنتي؟!

مذكراتي
..
.
لماذا تنازلتُ عن سُمنتي؟!
إسماعيل المحاربي
روابط التحميل في الأسفل:


مُذكرات
//..
















إهداء 

إلى أبي الغالي - حفظه الله-
الذي لا يزال يردد : كفاك يا بني .. لا تهلك نفسك بهذا الريجيم !!!!

إلى أمي الحنونة - رعاها الله –
التي وقفت بجانبي وساعدتني
إلى أخي الحبيب يوسف الذي طالما نصحني
والأخوين حارب ويحيى اللذين وقفا معي في التمارين الرياضية
وأخي سلطان 
إلى كل من ساعدني وشجعني ومد لي يد العون
وتفضل عليّ بمعلوماته الجميلة
إليكم جميعًا
أهدئ هذه المذكرات
هدية متواضعة وكُلُّ إِناءٍ بالذي فِيهِ يَنضَحُ
محبكم : سمين سابقا
* لماذا الحرب ضد السمنة؟
إن الإرهاب الحقيقي الآن هو إرهاب السمنة كما يقول جون هيوز ، التي تفتك بالبشر، ودائما ما نردد (الذي يزيد عن حده ينقلب ضده)، فما فائدة أن نحمل كيلو غرامات نحنُ في غنى عنها؟! 

السمنة مرض، بل داء عضال، هي التي تؤدي إلى وفاة 300 ألف سنويا وفاةً مبكرة كما تشير بعض التقارير، ولا زالت الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها تنفق الكثير لمحاربة السمنة .

السكري، ارتفاع الكليسترول والضغط، تصلب الشرايين، آلالام المفاصل، الأكياس الدهنية، ضيق النفس،...الخ أليس هذا أغلبه بسبب السمنة ؟! نعم بعضها قد لا تأتي بسبب السمنة لكن الأغلب منها بسببها . 

فلذلك لا بد من أن نعد العدة، ونعلن الحرب ضدها.

فَمُوتُوا كِرَامًا أَوْ أَمِيتُوا عَدُوَّكُم 
وَدِبُّوا لِنَارِ الْحَرْبِ بِالْحَطَبِ الْجَزْلِ


*سُمنة لكن.. 

لا أدري ما العلاقة بين السمنة والمرح؟ فتجد أن أغلب البدناء مرحون لطيفون مبتسمون؟ والبدين دائما ما يرى نفسه أنه لطيف وودود، كما يقول الشاعر السمين بشار بن برد عن نفسه وكان ضخم البنية : 
 في حلتي جسمُ فتى ناحل *** لو هبت الريح به لطاحا 

وفي بيت آخر يقول لمحبوبته : 
إن في بردي جسما ناحلا *** لو توكأتِ عليه لانهدمْ 
الله أكبر يا وزن الريشة ! 

قال لي أحد الأصدقاء الجميلين : بعدما خف وزنك فقدنا مرحك! ، وقال لي أخي ذات ليلة: افتقدنا مواقفك المضحكة وشغبك. 
ما سبق هي دوافع لرفع معنويات البدناء :
وإني وإن كنتُ السمين فإنني *** لأحمل روحا ما رأيت كلطفها 

بس خف علينا !!! قصدي خف جسمك . 
وكذلك فالسمين تترك له الفرصة للقعود في المقعد الأمامي في السيارة في حال الزحمة . 

* أهل السُمنة ... مضطهدون !
أولا : من قبل نفسه /

البدين مضطهد أولا من قبل نفسه، فهو يخجل كثيرا بسبب سمنته، قد يترك بعض المناسبات وينطوي في بعض الأحايين، بسبب جسمه الذي لا يتقبله، وللتعب الذي يجنيه بسبب تراكم الشحوم على جسمه، قد ينطوي لأن بعض المناسبات قد يكون فيها زحمة شديدة فلا يرتاح في جلسته، مضطهد لأن النفس يضيق عليه كثيرا في الكلام .

بعدما ودّعتُ السمنة فاجأني أحد الإخوة، وذكرني بشيء لم أكن أذكره، قال لي: يا إسماعيل الآن أحسك أفضل في الكلام، في السابق حينما كنا نتحدث معك نشفق عليك من كثرة تنفسك !!! لم أصدقه بداية إلا بعدما رأيت نفسي في فيديو منذ فترة قمت بتسجيله. 

البدين مضطهد من قبل نفسه أحيانا؛ بسبب نزول عرقه الكثير مما يثير بعض الروائح، التي ينفر منها الناس، فلذلك لا يختلط كثيرا بالناس.
كنتُ أعاني كثيرا من الحكة بين الرجلين بسبب الشحوم المتراكمة، ولله الحمد منذ أن بدأت بالبرنامج وإلى الآن لم تعد لي تلك الحكة المزعجة التي كانت تعذبني وتسهرني !!! 

ثانيا: من قبل مجتمعه /

إن للكلمة التي يطلقها الناس ضد البدناء التي لا يحسبون لها حسابا، عميقَ الأثر السلبي ضد البدين، جرح عميق في نفسه، فأي خطأ صادر منه قد يجد من السخرية به ما يجد، كذلك الذي يعبر الشارع ولجسمه الثقيل تأخر قليلا، فإذا بسائق السيارة يحرجه أمام الناس بقوله : يا الدب !!! وهذا قليل، ولقد كنا نتسامر خارج المسجد في جلسة نقاش قال لي أحدهم: لا تزعل مني، كيف تتعامل مع نفسك في دورات المياه !!! لم أملك أن أقول حينها إلا : الحمد لله الذي لم يجعلني أجرح قلوب الناس وأمام الملأ.
كنتُ ذات يوم مع إخواني في زيارة لأحد الأقارب، وهناك نساء ، فإذا بشخص يقول لي : خفف وزنك فإنه لا ترغب بك امرأة بهذا الجسم !!! ... (نوع خطير من قصف الجبهات) فإذا بأمه تنازعه ... فكظمت غيظي ... وربما هو خير لي، فرب ضارة نافعة .

اضطهاد فأغلب المقاعد في المقاهي لمتوسطي البنية، وخاصة في مقاهي الكرك التي كنت أخاف من القعود عليها، إلا أنني أتخيل نفسي ريشة في مهب الريح إلى أن أنتهي من الإفطار . 

كنتُ مرة مع أناس يمنعون ابنهم من أن يلبي شهيته ورغبته في الأكل خوفا منهم من أن يصبح سمينا، يرمقونه بتلك النظرات ليقوم ويغسل يديه، الحمد لله كنت حينها من غير صنف المغضوب عليهم فأكلت حتى شبعت ! 


وغيرها من الاضطهادات التي تمارس ضد السمين ، لكننا كنا نحاول أن نرد بعض الكلمات القاسية بلطف، مثلا : الكرش للخنجر، يعني الخنجر تحتاج لتظهر إلى بطن واسع، لكن المصيبة أن الخنجر لم تعد تتحملني لما زاد الوزن !!! 

وحينما كنت أدرس بمعهد العلوم الإسلامية، نقلني مشرف السكن إلى غرفة أخرى فانزعجوا مني بسبب شخيري، وإذا بهم يخبرون المعلم في إحدى الحصص ولم يخبروني أنا من قبل .. وقالوا بأنهم لا يستطيعون النوم من وقت بسبب شخيري !!! لا تعليق ... أظنهم لا يحبون سيمفونيتي أثناء النوم ... ربما . 



*أسباب الحمية:
اعتاد الناس أن يلزموا الحمية لأسباب أربعة :

- المرض : فيضطر المريض هذا حرصا على بقائه سليما في هذه الدنيا .
- الحاجة : كالاحتياج إلى وظيفة عسكرية أو أي وظيفة تشترط اللياقة البدنية .
- الرشاقة : كي يحصل على جسم رشيق متناسق .
- الحب: والصحيح أن الحب يفتح الشهية لكن الحمية تكون حين الاشتراط من المحبوب أو الهجر وهو قول فيه نظر .

ومهما يكن الهدف فإن الصحة أهم شيء . 




* لماذا التنازل عن السمنة؟ 
من الطبيعي أن يكره الإنسان المرض، لكن من غير الطبيعي أن لا يبتعد عنه ويزيله بشتى أنواع الأدوية، فلكل داء دواء إلا الموت، وإلا الحماقة، وبما أن السمنة من أكبر أنواع الأدواء فمن ثَمَّ تنازلتُ عنها وودعتها. 

حياتي ما قبل الحمية، كانت مجرد ذهاب للدراسة وللمسجد، وفي البيت على المذاكرة أو الانترنت والأكل فقط، لا حراك أبدا، حتى زاد اللحم والشحم. 


كنتُ نهما في الأكل، فلا أتحدث أثناء الأكل احتراما وتحية له، لدرجة أن أهلي ربما يتشاجرون في بعض الأحايين أثناء الأكل، وأنا غير مبالٍ بما يحدث، فهمّي أن أقضي على الأرز، لعل ذلك يخفف من حدة شجارهم !!! والنفس لا تشبع فكم ... 
كَمْ حَسَّنَتْ لَذَّةً للمرءِ قاتلةً *من حيثُ لَم يَدرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسَمِ

*لا أشعر برجلي .. !!! 1/1/2013 م
قلت لأخي ذات مرة أني لا أشعر برجلي، فاستغرب من ذلك، نعم لم أشعر بالإحساس في رجلي اليمنى، وكثرت لدي الوساوس، فقمت بالمشي لعله يخفف من حدة ما أصابني، فلم يخف، ولم أنو الذهاب إلى المستشفى لا أدري لم؟ لعله خوفا ...

قررتُ الذهاب إلى المستشفى ...

*شرارة البداية وصفعة الطبيب: 
أجريت الفحوصات، وانتظرتها كثيرا فساعة من الانتظار كسنة، تقول لي الممرضة : اذهب للإفطار ثم عد إلينا، وهل نفسي تستصيغ الطعام آنذاك !!

عدتُ إليهم بعد وجبة حطمتها ببطء، لقتل الوقت ليس إلا، والحمد لله وجدت النتائج قد خرجت من المختبر، دخلت عند الطبيب ...
- هاه بشر كيف النتائج؟
- النتائج طيبة، كل شيء سليم عدا الارتفاع في الكليسترول غير الجيد   .
- آها... والعلاج يا سيدي .
- لا يوجد لدينا علاج سوى أنك تخفف بعض الجرامات من وزنك!!!!

هذه الكلمات بمثابة الصفعة لي، فابتسمت له وقلت له : شكرا. 

نفسي هدأ قليلا لأني عرفت سبب التورم وعدم الإحساس في قدمي ... خرجت من المستشفى ولا يزال صدى الصفعة على وجهي ... 

في بعض الأحيان ما ينفع إلا العين الحمراء !





*محاولات باءت بالفشل ثم أخرى ناجحة 19/2/2013 م:

ابتدأت بالحمية بنفسي فتارة ألتزم وتارة لا ... 
إلى أن نصحتني طبيبة بأن أجلس مع مستشارة تغذية.

فجلست معها وعلمتني الطرق والأساليب التي أتبعها - جزاها الله خيرا- .

وهذه نقطة مهمة عند بداية الحمية، أن ترتبط بأحد تستشيره وتزوره كل شهر بحيث تجتهد في الحمية، كما أنه لا بد من كتابة الهدف. 

عرفت حجم وزني وقياس طولي، وسجلتهما عندها وألزمتني بزيارتها بعد شهر لنعرف كم نقص وزني؟ وهل أنا جسمي قابل للنقصان بسرعة أم أنه بطيء في النقصان لاتباع نظام آخر. 



*المطلوب في الحمية: 

أخبرتني المستشارة بأنه عليّ أن أمتنع عن الأرز والخبز الأبيض، ولكن هذا الامتناع يكون بالتدرج وليس من أول وهلة، والطريقة هي الإكثار من السلطة قبل نصف ساعة من الأكل، بحيث لا آكل أرزا كثيرا، هذا بالنسبة لوجبة الظهر، أما الإفطار فإن كنت أفطر بخبزتين مع الجبن أقللها إلى خبزة وكوب شاي، ولا بد من وجبات صغيرة ين كل وجبة ووجبة لأن الجوع مشكلة في الحمية. 

ونصحتني بالابتعاد عن الزيتيات، كل ما يقلى بزيت، وأن أستخدم زيت الزيتون لفائدته في طرد الكليسترول الضار، ونصحتني بشراء الخبز الأسمر وأكل كل شيء مشويا ، كالسمك أو صدر الدجاج، كما نصحتني بالإكثار من الماء والخضروات وبعض الفواكه .

ونصحتني بالمشي السريع يوميا ولو نصف ساعة بداية ثم ساعة ثم مشي مع ركض وهكذا... وأن أبتعد عن الأعشاب والحبوب فقد يكون لها أثر جانبي .

كما أن لدي في هاتفي أرقام بعض الأشخاص، أستشيرهم في بعض المأكولات فكانوا لي خير المعين .
ثم بعد فترة قطعت الأرز نهائيا والخبز الأبيض كذلك والشاي والألبان، واعتمدت على الخبز الأسمر المفيد، والشاي الأخضر والخيار، والجريب فروت، والكمون والزنجبيل والقرفة، فهذه كلها تخلصك من الدهون . 
















*سر الاستمرار :
بدأت بالبرنامج، وأخي يمشي معي لكنه انقطع عني وواصلت بنفسي، ثم ارتبطت بأخي الذي علمني بعض التمارين الرياضية وبدأت معه الركض والمشي في الودي، كان يشجعني كثيرا، فعلى سبيل المثال يردد مشجعا لي:

زايل الهم زايل *** يا وحوش الجزيرةْ

ثم بحسب ظروفه العملية لم أتواصل معه، فواصلت بنفسي .



لا أخفيكم سرا في البداية كنتُ غير متفائل، وأنا أركض أقول في نفسي : (هل معقولة وزني ينقص؟ لمَ أتعب نفسي؟ ! ) 

إنها النفس وكرهها للرياضة والامتناع عن الوجبات الكبيرة، ثم انتهى الشهر الأول من الحمية وذهبت لأعرف وزني، ووجدته قد انخفض بمقدار سبعة من الكيلوات، وفرحت فرحا شديدا، وهذا السر الذي جعلني أواصل .

سبعة كيلو في شهر !!!!!!
المهم أن لا نستعجل النتائج

إنجاز عظيم لمَ لا أواصل؟ فواصلت لكي أصبح خفيفا وأطير!


  


*معاناة الحمية :

إن الامتناع عن بعض الوجبات لشيء عظيم، والرياضة المتعبة أعظم من ذلك ...

تتنازل عن الأكل فداء للصحة ..

حتى في الحفلات كنت أشترط أن يضيفوا صحنا خاصا لي فيه سلطة... 
لكن هذه الحمية حببتني إلى الرياضة فبعد انقطاع وانفصال صار حب واتصال ... وهذا شيء جميل أن تتعهد الرياضة ..
17/12/2013م
تقريبا خلال 10 أو 11 أشهر أنقصت من وزني 60 كيلو ... وأجريت الفحوصات والحمد لله النتائج سليمة . 

ولكن ينبغي أن لا تكون الحمية قاسية ،
فرب مخمصة شر من التخمِ 

*من فوائد الحمية:

من فوائد الحمية أنك تأكل ما يكفيك وتحرق بالرياضة ما أكلته وما تريد إنقاصه، والرياضة غنية عن التعريف بفوائدها...

من فوائد الحمية أنها تجعل عندك رصيدا من المعلومات المهمة الصحية والطبية ...
ومن فوائدها أن نومك يكون أفضل وأقصر، وأنك لا تشخر.

والحمية صحة لأن المعدة بيت الداء كما قيل قديما .


وفي الأثر : ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا بد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث للنفسه .






*ما بعد الحمية:

يتخوف الناس كثيرا بعد الحمية ن أن يرجع الوزن سريعا، ولكن طريقتي في هذا أنني آكل مقتصدا وأحرقه بالرياضة...

لو زاد مثلا ثلاثة كيلو ، أعود للحمية لأنقصها وهكذا يثبت الوزن ... 

إن الاقتصاد في الأكل والمشي يوميا ساعة، كفيل بأن يوفر لك الصحة والسمنة المفرطة، ولكننا حين تركنا هذا ابتلينا !!!

بل كفيل أن يتناسق جسمك وتنعم بسعادة واطمئنان . 






*ضريبة الحمية : 

هي أن أصدقاءك الذين لم ترهم منذ فترة لا يعرفونك، إذا التقيت بهم بعد مدة، فالشكل قد تغير بل حتى في مدة قصيرة، كنت في المركز الصحي وإذا بأحد الأشخاص من قريتي، يقول لي: لم أعرفك منذ البداية إلا حينما أتيت لتسلمَ عليّ ...

ومن المواقف المضحكة في المسجد أن اثنين من كبار السن يتجادلان فمنهم من يقول: هذا إسماعيل ، والآخر ينكر ويقول : ليس هو ... المهم أنني ابتسمت وقلت : أنا هو ...

وأحد الأشخاص كذلك يسأل أخي في صبيحة العيد يقول : من هذا الذي أمامك ؟ فقال له : أخي إسماعيل ... فاندهشتُ لأنه لم يعرفني ... 

وغيرها من المواقف، حتى أن بعضهم استسمح مني لأنه لم يعرفني لما رآني ...  . 

*نصيحة محب : 

كلوا ما تشاؤون لكن بقدر، وما رسوا الرياضة فإنها الخير والسعادة، وكونوا قدوة لغيركم في الخير فقد تأثر بي الكثيرون ولزموا الحمية، الحمد لله أنني ارتحت من أشياء مضرة وأضرار كالصداع، والحكة وضيق النفس، منذ أن بدأت الحمية ولا أمرض إلا قليلا مقارنة بالسابق وكله بسبب الرياضة .

أعتذر عن التقصير والخلل .



إسماعيل المحاربي
18/12/2013 م





رابط الكتيب 

:
صيغة الوورد 
http://www.4shared.com/file/K7jB5DFF/docx.html

صيغة pdf : 
http://www.4shared.com/office/1N_wIDUz/____.html

شكرا